أن تعلن المحكمة الدولية للتحقيق في العراق صراحة بان الإعلام الغربي تورط في الخداع والتحريض على العنف من خلال تقاريره فهو أمر يستحق الوقوف عنده كثيرا خاصة وإنها جاءت نتاج مبادرة دولية من شعوب العالم, وما حدث دفعني للتساؤل متى ستكون هناك مبادرة شعبية لوقف النزيف الجاري في إعلامنا العربي ومتى سنوقف النزيف الذي نصنعه بأيدينا بالتشكيك في النجاحات وتبسيط الإنجازات وتهويل الأحداث وخلق الإشاعات والتحريض للوقوف في وجه أي شخص طموح.
فلا يمر يومان حتى نرى هناك متهم داخل مقالة لأحد نقادنا حتى تلحقه موجة من الهجوم العنيف الذي لا يتوقف وتتحول حالة الهجوم على هذه الشخصية إلى "موضة" يتسابق عليها كل من لا يجد له عنوان لمقالته الجديدة, وبالرغم من سهولة التعاطي مع الموضوع والسير على "الموضة" مع الركب الجامح فانه من الضروري أن تتوفر شروط معينة للضحية المستهدفة والتي يجب أن تكون شخصية تثير الرأي العام, فلا يمكن في يوم وليلة أن يقوم الإعلام بصنع شخصية تتوافر فيها شروط جذب انتباه المشاهد واثارة القارئ وشجن المستمع, ولذلك فكان يجب على الإعلام أن يبحث دائما عن ضحية جديدة تتوفر لديها عناصر الجذب الإعلامي (فول اوبشيون) وهو ما لا يتوفر الا في الشخصيات الناجحة والطموحة والتي تبحث لها عن مكان بين سطور التاريخ.
فكم تمنيت وأنا أقرأ جريدة عربية صباح هذا اليوم أن أقرأ عن نبذة من حياة شخص مكافح أو عن كلمات ثناء لنجاح حققه شخص ما, للأسف كلمات الثناء والشكر مقصورة على عدد من النخبة الحاكمة وسيادة الوزراء ووكلاء الوزراء ورجال الشرطة وحتى مخبرين الحتة, وبناءا عليه فان باقي ما تبقى من الشعب ياتي تحت عنوان "المفسدون في الأرض" ولا يتبقى على الناقد أو الكاتب الا اكتشاف أسوأ الفاسدين والذي استطاع أن يكتشفه من خلال أطراف حديث أو مقالة أو حتى حلم ليضيف عليها ما لذ وطاب من بهارات هندية أصيلة ليتحول الموضوع إلى سبق صحفي مثير استطاع صاحبه من كشف المستور وإنقاذ البلد من مخطط لقلب ميدان رمسيس.
ضحية الأمس واليوم وغدا عزيزي القاريء هو أحمد شوبير قائد منتخب مصر السابق والذي تحول بفعل فاعل إلى كرسي البعبع الذي يخاف منه الأطفال والذي انضم في الفترة الأخيرة إلى شركة المرعبين المحدودة, الاتهامات جاهزة ولا تحصى ودليل الإدانة متوفر من خلال الشهود القادرين على الحلفان على المصحف والإنجيل والتوراة, نعم انه شوبير القاسي... شوبير العنيف... شوبير الذي لا يعرف الرحمة.
فالمتهم أحمد شوبير لم يكتفي بمحاولاته في الانضمام إلى قائمة من قوائم الاتحاد المرشح للفوز في انتخابات كرة القدم بل يحاول حاليا الانضمام إلى مجلس الشعب والأولى بالنسبة لبعض النقاد قد تكون "مبلوعة" ولكن الثانية فقد رأى الإعلام بأن شوبير لا يصلح لها حيث انه يجب أن تتوافر في عضو مجلس الشعب بعض الصفات الغير متوفرة في شوبير وعلى سبيل المثال أن شوبير لا يمتلك كرش من النوع الذي يملأ العين ولا حتى يجيد التصفيق بطريقة أعضاء المجلس ناهيك عن عدم قدرته على النوم في أي مكان خاصة في جلسات المجلس وهو الأمر الذي يجب أن يتوفر في أي عضو وإلا سيكون خطر على المجلس وغير مستبعد أن يقوم بتطويل مدة الجلسات من خلال نوبة الفوقان التي يتمتع بها.
ولأن ملف الاتهام ليس له نهاية فلا ضرر من عرض جزء أخر منه ليكون شوبير عبرة لمن يراه مثلا أعلى أو قدوة, فشوبير له علاقات متينة مع الشارع الفلسطيني وصلت لدرجة كبيرة لتوصف بشعبية حتى أن التحقيقات أظهرت بأن الشارع الفلسطيني يعتبر شوبير الرياضي العربي الأول وذلك لانه لا تتواجد مناسبة الا ويشارك فيها من أجل الوقوف مع هذا الشعب حتى ولو كان من خلال الهاتف, هذا بالإضافة إلى تورطه في مساعدة المنتخبات الفلسطينية في عمل معسكرات داخل الجمهورية ولم يكتفي شوبير بذلك بل انه قام بمساعدة بعض اللاعبين الفلسطينيين في الكثير من الحالات, وشوبير كان يعلم بصورة كبيرة أن مثل هذه الخطوات سوف تؤدي إلى فرقة الشعب الفلسطيني فقد تحول الشعب الفلسطيني إلى طائفتين طائفة (اللي معاهم رقم تليفون شوبير) والطائفة الأخرى هي (اللي ماعهمش رقم تليفون شوبير) وطبعا فالطائفة الأولى تصول وتجول في الأراضي المحتلة بطريقة استفزازية للطائفة الثانية وهو الأمر الذي ينذر بانفجار بين الطائفتين.
التهم لا تنتهي فإذا كان طموح شوبير وصل إلى دول عربية مجاورة فهذا لا يمنع تورطه داخليا فشوبير يكذب مجالس إدارات الأندية بالوثائق والمستندات من خلال برنامجه الكورة مع دريم وهذه من أخطر التهم الموجهة له حيث أننا لم نتعود في وطننا العربي بتكذيب أي مسئول (لا سمح الله) حتى ولو كان مسئول عن لم الكور, فكشف حقيقة توقيع جيلبرتو للنادي التركي قبل أن يكشف أكذوبة عودة التوأم للزمالك ناهيك عن قضايا أخرى مثل الشاطر وإبراهيم سعيد ووليد صلاح الدين وعودة جوزيه ورحيل كابرال...الخ.
شوبير الذي دمعت عينيه عندما عرض من قبل مهازل التحكيم في إسكندرية بطريقة استفزت لجنة الحكام هو من لم يتمالك نفسه في البكاء عند وفاة ثابت البطل... فهو الوحش... الوحش الكاسر شوبير الذي اعترض كثيرا على مستوى الأهلي في السنوات الماضية بالرغم من اهلويته فتعرض إلى أعنف هجوم يتعرض له ابن من أبناء النادي هو نفسه من حذر الزمالك على السقوط المرتقب هذا الموسم وهو ما دفع جماهير الزمالك لعمل نشيد قذف وسب لشوبير يتم إنشاده قبل بدء أي مباراة.
أحمد شوبير الذي نجح بشكل منقطع النظير من خلال برنامج صغير في قناة دريم كبر وكبر معه برنامجه ليتحول البرنامج إلى حصالة من الجوائز التي لا تنتهي وهو ما دفع الفقي الى التفكير فيه ليتولى منصب رئيس قناة النيل للرياضة, ولكن هل نحن بحاجة لتطوير قناة النيل للرياضة أو حتى لتطوير برامجنا الرياضية وإذاعة مبارياتنا المحلية ما هي مستورة والحمد لله وكفاية إننا بنشوف إعادة للأهداف والست المذيعة موجودة في الملعب بتسأل متعب "اكلت ايه النهارده قبل ما تجيب الجون يا متعب" ولا هو طمع وخلاص, أم أننا نرفض أي تغيير يكون من وراءه وزير خاصة إذا كان في صلب الموضوع شوبير الوحش الذي يهاجم بدون وزير فماذا سيفعل اذا كان في ظهره وزير.
شوبير متهم بنجاحه وطموحه بصدقه وعفويته بجعل موعد برنامجه الكورة مع دريم كموعد مباراة للأهلي والزمالك كل أسبوع, وأن يكون مدير للكرة في النادي الأهلي خلفا لثابت البطل أو عضو في مجلس إدارة الأهلي أو اتحاد كرة القدم أو حتى مجلس الشعب أمر يكفله له القانون والدستور وترشحه لنيل منصب رئيس قناة النيل للرياضة هو تكليف وليس تشريف وأمر ليس بالنزهة خاصة وان المحطة محلك سر منذ انطلاقها.
وإذا كنا نعترف بنجاحات الكرة الأوروبية فيجب أن نعترف بأن من كان وراءها شخصيات شبيهة بشوبير مثل بيكنباور وبلاتيني (ولا الشربات عندهم خل عندنا), فبيكنباور قبل أن يكون مدربا لمنتخب ألمانيا وبعد أن كان قائدا لمنتخبها كان محاورا في برنامج رياضي وبلاتيني شرحه وقد اعترف الاثنان بأن عملهما في الإعلام جعل لديهم رؤية من أجل النهوض بكرة قدم بلادهم, وقد يكون الزاما على شوبير من أجل ان ينال فرصة بلاتيني بأن يصبغ شعره ويغير اسمه الى الخواجة "شيبر" أو حتى الاستعانة في برامجه بعدد من الفتيات الجميلات التي قد تخفف من قساوة تلك الحملة ولا مانع في استضافة أكبر عدد من النقاد والذي قد يتطلب إذاعة الحلقة في إستاد نيو كامب ببرشلونة لتتسع هذا الكم الهائل والتي من خلالها قد ينال رضاء بعض من الحاسدين الذين يريدون أن يكونوا مكان حسن المستكاوي وعلاء صادق في البرنامج وليتحول البرنامج لـ"ستار ناقد"
عزيزي القارئ للأسف هذا هو حال إعلامنا في الوضع الراهن تهميش النجاحات والهجوم على الشخصيات بل واحراقها لمصلحة المبيعات, ولكن (مهما الزمان انقلب ومهما الزمان إن دار لا يرخصوك يا ذهب ولا تغلى يا فخار) ستثبت الأيام بأن هذه الحملة ستذهب في مهب الريح لان المعدن قوي وأصيل وسنبقى خلف رموزنا الرياضية لأننا واثقون بأنهم الأقدر على تطوير الرياضة في الفترة المقبلة وسيعلم القارئ في الغد القريب الحقيقة كاملة وستتحول المحرقة لهؤلاء النقاد الذين يتعاملون مع القارئ على انه مستهلك, فهم الذين هاجموا ثابت من قبل وثبتت الأيام بأن البطل كان على حق, لذلك فإننا سنكون السد العالي الذي يصد الطوفان من إغراق رموزنا الناجحة والمتألقة كما إننا سنكون سندا لشوبير من اجل إنهاء حقبة من المهازل الرياضية, فهل سيكون هناك مبادرة شعبية مثل التي حدثت في العراق أم نكتفي بالبكاء ندما كما سبق وفعلنا على ثابت البطل أو لنريح أدمغتنا التعبانة ولنركب مع الموجة السائدة تحت شعار "مات ثابت... اقتلوا شوبير"
ويجعله عامر...